طهران تنفذ حكم الإعدام بحق "عميل للموساد"وسط نزاع مع تل أبيب
طهران تنفذ حكم الإعدام بحق "عميل للموساد"وسط نزاع مع تل أبيب
أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، اليوم الاثنين، تنفيذ حكم الإعدام شنقًا بحق إسماعيل فكري، الذي أُدين بالتجسس لمصلحة جهاز الموساد الإسرائيلي، في خضم تصعيد عسكري وأمني غير مسبوق بين طهران وتل أبيب.
وأكدت وكالة "ميزان أونلاين"، التابعة للسلطة القضائية، أن فكري أدين بتهمتَي "الإفساد في الأرض" و"الحرابة"، بعد استكمال جميع الإجراءات القضائية، ومصادقة المحكمة العليا على حكم الإعدام.
توقيفات جديدة في إيران وإسرائيل
في السياق ذاته، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية، أمس الأحد، أن الشرطة ألقت القبض على شخصين يُشتبه بتعاونهما مع الموساد الإسرائيلي في محافظة ألبرز، الواقعة غرب العاصمة طهران.
وفي تل أبيب، أعلنت الشرطة الإسرائيلية توقيف مواطنَين إسرائيليين بتهمة التخابر مع إيران، في عملية نفذتها بالتعاون مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
مواجهة مباشرة تخرج عن المألوف
تزامن هذا التطور القضائي مع مواجهة عسكرية مباشرة ودموية بين إيران وإسرائيل، بدأت الجمعة الماضية، حين شنت إسرائيل هجومًا مباغتًا استهدف منشآت عسكرية ونووية إيرانية، وأدى إلى مقتل عدد من كبار القادة والعلماء.
وردّت طهران عبر إطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة نحو الأراضي الإسرائيلية، في تصعيد هو الأول من نوعه من حيث الكثافة والمدى بين البلدين.
خسائر بشرية على الجانبين
أعلنت وزارة الصحة الإيرانية مقتل 224 شخصًا على الأقل، وإصابة أكثر من 1200 آخرين نتيجة الضربات الإسرائيلية منذ بداية المواجهة.
من جانبها، أفادت الحكومة الإسرائيلية بأن 24 شخصًا قُتلوا جراء الهجمات الإيرانية المتواصلة منذ يوم الجمعة.
نشاط الموساد محور في المعركة
قال محللون إن الهجوم الإسرائيلي الأخير لم يقتصر على العمليات العسكرية التقليدية، بل شمل نشاطًا استخباراتيًا واسعًا نفّذه جهاز الموساد بالتعاون مع "عملاء إيرانيين" على الأرض، في إطار حرب ظل باتت تطفو على السطح.
تعود جذور التوتر بين إيران وإسرائيل إلى عقود من العداء الأيديولوجي والصراع الجيوسياسي، وقد شهدت العلاقة بين البلدين تطورات متسارعة منذ 2020، بعد سلسلة اغتيالات طالت علماء إيرانيين نُسبت للموساد، وهجمات سيبرانية متبادلة.
وتحوّل النزاع أخيرًا إلى مواجهة عسكرية مباشرة، تكشف عن تبدل قواعد الاشتباك، في ظل غياب الوساطات الفاعلة، وعجز المجتمع الدولي عن كبح جماح التصعيد المتفجر بين الطرفين.